شأ سنوحى في قرية "أتيت أواى " التي كانت عاصمة لمصر في هذا الوقت، وكان أبوه طبيبا من أثرياء هذه المنطقة في عصر الملك أمنمحات الأول.
كان الملك أمنمحات الأول قد كبر في السن، وبدأ الصراع الخفى بين إثنين من أبانئه على وراثة الحكم، حيث يحكى سنوحى في مذكراته أنه سمع ذات ليلة أثناء سيره في الطريق، حديثاً خافتاً بين رجلين. استشعر هو أنهما يدبران شيئاً خطيراً، فاقترب وسمع حديثهما، وعرف أن أحدهما هو سنوسرت الأول، أحد أبناء الملك أمنمحات، وكانا يرتبان خطة قتل الملك. إعتقد سنوحى أن أحد الرجلين قد لاحظ وجوده وسماعه لحديثهما، ففر سنوحى مسرعاً وهو في حيرة بين أمرين: أن يبلغ الملك لينقذه، أو أن يهرب بما عرفه من سر خطير ليحافظ على حياته. وفى النهاية قرر الفرار بعد أن حمل معه بعض أدواته الطبية التي كان يستعملها وهو يعمل مع أبوه الطبيب.
هرب سنوحى إلى بلاد رتنو العليا (وسط بلاد الشام) وتزوج منها وأنجب أبناءا فيها. وعمل فيها طبيباً للفقراء في بادئ الأمر، حتى ذاع صيته بكنية "سنوحى المصرى". فطلبه ملك بلاد رتنو حين مرض يوماً، وتمكن سنوحي من علاجه فأحبه الملك وجعله طبيبه الخاص المقرب منه، ومستشاره لاحقاً.
رسم يبين "أسيويين" من مقبرة غنوم حتب الثاني.
كانت علاقة ملك "رتنو" بملك "مصر" سيئة للغاية، وكان يعد جيشه لهجوم كبير ضد مصر، وتمكن من تجهيز الجيش بسيوف معدنية، وكانت السيوف آنذاك تصنع من الخشب، حيث اعتبروا هذا السيف المعدنى تطوراً وتقدماً نوعياً سيضمن لهم النصر على الجيش المصري الذي يمتلك أسلحة تقليدية خشبية. تمكن سنوحى من الحصول على واحد من هذه السيوف، وأرسل رسالة إلى ملك مصر يطلب منه فيها الأمان ليعود لمصر ويقابله لأمر هام. وأمنه الملك المصري على حياته فعاد سنوحي إلى مصر ومعه السلاح الجديد. أمر الملك سنوسرت الأول بتسليح الجيش المصري بنفس السلاح، وتأتى الحرب، ويتمكن الجيش المصري من صد الغارة وملاحقة جيش العدو لخارج الحدود المصرية.
يشكر أمنمحات الأول سنوحى على ما قدمه من خدمة لمصر وله، ويطلب منه أن يطلب أى شيء لمكافأته، فلا يطلب سنوحى سوى الأمان مرة أخرى ليقص عليه حكايته ويسمح له بالإقامة الدائمة هو أسرته في مصر حيث كان فراق مصر عليه صعبا جدا. ويكون له ما طلب. وفيحكى سنوحي لفرعون كل قصته، ويصفح عنه الملك ويعينه طبيبه الخاص حتى وفاته.
[عدل]سنوحى في الثقافة المصرية
تدل قصة سنوحى على حنين المصري القديم لبلده الأم مصر مهما كانت مناصبه خارج الدولة, ومن أشهر الكتاب الذين تحدثوا عن هذه القصة الكاتب الراحل نجيب محفوظ في روايته عودة سنوحي ,وقد انتج التلفيزيون المصري مسلسل كارتونى يدعى سنوحى وعرض بالفعل في رمضان 2008.
الكتابة من اليمين إلى اليسار
يلاحظ عند النقر علي صورة البردي أعلاه أن القدماء المصريين كانوا يكتبون في العادة من اليمين إلى اليسار كما هو الحال في العبرية وفي العربية. وفي هذا البردي تُكتب الأسطر رأسيا ثم ينتقل الكاتب من اليمين إلى اليسار وهكذا. وكان الكاتب المصري القديم يمسك بقلم البسط بإصبعين اثنين وليس بثلاثة أصابع كما نفعل نحن